تاريخ الباطون

 
الطرق التقليدية لخلط الباطون

 ترتبط قصة تصنيع الباطون ارتباطا" وثيقا بتلك المتعلقة بالاسمنت، والذي يعد أحد مكوناته الأساسية. وهي قصة تمتد حتى اليوم حيث يتطور تصنيع الباطون ليصبح المادة الأساسية للآلاف من الاستخدامات ومصدر إلهام مستمر للمهندسين المعماريين.

 

 إننا نعيش في عالم من الباطون حيث تحيط بنا المباني والطرقات والجسور. وبالرغم من أن معظم الناس يعتقدون أن الباطون هو إختراع حديث، إلا أنه موجود منذ الآلاف السنين، كما هو الحال مع رديفه الإسمنت. وغالباً ما تستخدم الكلمتان بشكل تبادلي على الرغم من كونهما مادتين مختلفتين.

فالإسمنت هو المادة التي تستخدم لجعل الطوب أو الحجارة تتماسك مع بعضها البعض في عملية البناء. والباطون هو مادة تنتج عن خلط الإسمنت مع حبيبات الحصى والرمل (وتسمى الحصى المختلفة الاحجام "الركام") والرمل. ويؤدي تفاعل كيميائي إلى تصلب الإسمنت حول الركام ليصبح مادة صلبة للغاية.

 

إن أقدم باطون في العالم ما زال قائماً، موجودٌ في جمهورية يوغوسلافيا السابقة، ويعتقد أنه يعود لعام 5600 قبل الميلاد، وصنع بإستخدام الجير الأحمر عوضاّ عن الإسمنت. وقد قام المصريون القدماء عام 3000 قبل الميلاد، بإستخدام الجبس والإسمنت في بناء الأهرامات. وقد استخدموا الطين الممزوج بالقش لجعل الطوب يتماسك مع بعضه البعض. وقد استخدم الإغريق والكريتيون الخلطات الجيرية عوضاً عن الإسمنت عام 800 قبل الميلاد.
أما الإغريق والرومان والبابليون والآشوريون، فقد استخدموا الإسمنت مع الباطون عام 300 قبل الميلاد. وكان الجير والقار هما المكونان الأوليان، مع أن الرومان أضافوا ايضاّ الدهون الحيوانية والدم والحليب لخلطاتهم. وأدخل الرومان العديد من الإبتكارات على استخدامات الباطون، بما في ذلك استخدام القضبان المعدنية الداعمة. وللأسف فقد استخدموا البرونز كباطون - والذي له نسب تمدد وانكماش مختلفة - كباطون، مما نتج عنه مشاكل في مبانيهم. ومع ذلك، لا تزال العديد من الطرقات والمباني التي قاموا بإنشائها قائمة حتى اليوم.

وقد ضاعت الكثير من المعارف المتعلقة بالباطون والإسمنت خلال العصور المظلمة والقرون الوسطى. وبحلول القرنين السابع عشر والثامن عشر، كانت التكنولوجيا تتقدم مرة أخرى وكانت تجري عملية إعادة إكتشاف هذه الأسرار المفقودة.

وفي القرن التاسع عشر تم منح العديد من براءات الاختراع لتركيبات إسمنتية التي كانت تستخدم في الباطون. في منتصف القرن التاسع عشر، اكتشف عدد من الرجال فائدة استخدام الحديد مع الباطون. ففي عام 1830، تم نشر كتيب اقترح استخدام الحديد والباطون لتشكيل الأسقف. وفي عام 1848، بنى جوزيف لويس لامبوت زورق صغير من قضبان الحديد المغطاة بطبقة رقيقة من الإسمنت. وفي عام 1849، بنى البستاني الفرنسي جوزيف مونيي قدور من الباطون المسلح مدعمة بشباك حديدية. وبخلاف القضبان البرونزية التي استخدمها الرومان، فإن القضبان الحديدية تتمدد وتتقلص بنفس معدل النسب المتعلقة باالباطون.  وقد فتح هذا التطور الطريق لتشييد المباني الشاهقة والسدود مثل سد هوفر والطرق السريعة بين الولايات. وهكذا وإزدهرت المدن.

 

وفي يومنا هذا، فإن المنازل أنفسها تبنى من الباطون. إنه مادة متعددة الاستعمالات بلا شك، ويمكن دهانه بالألوان ووضع الزخارف عليه وصبه.

 

 

مادة تشكل كيانها المستقل

في ٢٠ تشرين الثاني من عام ١٩٠٦، اصدرت الحكومة الفرنسية مذكره سمحت بها باستخدام الباطون المسلح كمادة لأغراض البناء. ومنذ عام ١٨٩٧ أصبح الباطون المسلح وأساليب صناعته مادة تدرس في المناهج الدراسية لمدرسة Ecole des Ponts et Chaussees الفرنسية . ومن ضمن المهندسين المدنيين الذين تلقوا هذا التدريب "يوجين فريسنيت" مخترع الباطون(سابق المضغوط) والذي حصل على براءة اختراع عام ١٩٢٩. وقد أدى تزايد الطلب على انشاء المساكن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى تطوير البيوت الجاهزة وتزايد عدد الوحدات السكنية التي كان يتم بناؤها كل عام في فرنسا من ٥٠٠٠٠ إلى أكثر من ٥٥٠٠٠٠ وحدة ما بين عامي   ١٩٥٠ و ١٩٦٥ وعليه، فقد اثبت الباطون جدارته ومكانته.   

 

المواد الخام المستخدمة في انتاج الباطون

تاريخ متجدد: ابتكار مستمر في صناعة الباطون

شهد نهاية عام ١٩٨٠ ظهور عدة أنواع باطون عالي الأداء مثل الباطون المسلح فائق الجودة والأداء المعززة بالألياف وأنواع الباطون ذاتي الوضع والإستواء. يتوازى تاريخ صناعة الباطون مع تاريخ مجموعة لافارج، وكصاحبة الريادة في البحث بهذا المجال، فإن المجموعة تستمر في تطوير الابتكارات التي تطلق العنان لحرية الإبداع المعماري كل يوم.    

 

احدى منتجات الباطون ذاتية الانسيابية